ورود أم أشواك ! ! ! !

كان هذا دربى وهؤلاء رفقائى، تشاركنا كل شئ واخترنا طريقنا بأيدينا ، اخترناه سوياً وسرنا فيه
عبرنا جسورا وبحارا وانهارا وجبال ،وصادفتنا أشياء فى حياتنا أغرب وأعجب مما كنا نتخيل أن نصادف ، أكملنا السير فى دربنا والذى تعاهدنا من بدايته على الصمود وتدعيم بعضنا البعض ،

وفجأة ..........

واجهتنا أصعب مشكلة يمكن أن يصادفها انسان ، مشكلة هزت كياننا جميعاً اشتركنا سوياً فى الحزن وتشاركنا البكاء دمعة فأخرى ولكننا كنا على يقين من أن الحل موجود وأننا على الطرق الصحيح وان الله معنا ، وسالت أودية من دمعاتنا التى اختلطت بعضها وصارت فجأة كالطوفان الذى عكس اتجاهه على حين غرة وجاء ليذهب بجميع أحزاننا ويمحوها ، واذا بالحلقات تنفرج واحدة تلو الأخرى حتى انفرجت جميعها واختفت جميع احزاننا واندثرت ، وتبقى القليل من مياه هذا الطوفان فأنبتت الزروع والورود وكسى اللون الأخضر كل شئ حولنا ، وأزهرت الأراضى وأينعت حقولها ، ووجدنا الورود ترتسم وتتراص فى شكل بهيج مكونة طريقاً غاية فى الروعة والجمال ، دربأً جميلاً هادئاً يدعو كل من ينظر له الى المسير فيه منجذباً إلى روعة الألوان ودقة التصوير وامتزاج الروائح االمنبعثة من تلك الورود الحمراء يتلك الصادرة من البنفسجية مرورا بالبيضاء والزهرية اللون وكذا الصفراء الى أن كونت عطراً لا مثيل له ، عطراً تشعر كأنه من ريح الجنة ، عطراً أخاذ ساحر يجعلك تستمتع بكل شهيق يدخل إلى نفسك ، وتحرن لكل زفرة تزفرها لأنها تمنعك للحظات عن استنشاق هذا العبير الذى يأخد بالعقل ؛ رأينا كل هذا واذا بنا بجد أنفسنا دون أن ندرى نسير سالكين هذا الدرب لا نعلم الى أين يأخدنا ولكننا على يقين أنه الدرب الوحيد الحق فى العالم الذى يمكن لنا أن نسلكه

وبينما نحن فى مسيرتنا أعجبتنى زهرة خلابة المنظر لم أر لها مثيلاً قط فى حياتى فخطوت أقترب منها شيئاً فشيئاً ومعالمها تتضح لى أكثروعطرها يصبح أكثر تركيزا مع كل خطوة أخطوها


وعندما اقتربت لالتقاطها اذا بى التقط الهواء........!!!!!! نعم الهواء فلا شى نالته يداى ووجدتها اختفت ، ووجدت الدرب الذى نحن سالكيه اختفى وكأنما أتت عليه ريح عاصفة اقتلعت كل ازهاره وزروعه من جذورها ، وتبدلت الأنوار بظلمات وسواد كئيب يشيع فى النفس الذعر والرعب والهلع...........
فصرخت استنجد برفقائى لعلى أجد لديهم الملاذ والتفسير لما يجرى ، فصرخت بأعلى صوتى فلم أجد منهم من يستجب لندائى ،
فصرخت مرة فأخرى دون جدوى

وفجأة سمعت صوتاً يأتينى ، أرعبنى ........ أذهلنى ........ جعلنى اتسمر فى مكانى بلا حراك لا استطيع حتى ان اتحرك قيد أنملة ، سمعته مرة وثانية وثالثة وكان رعبى يزداد مع كل حرف أسمعه ، وعندما دققت فى الصوت اذا بى أجده صدى صوتى يأتينى ليؤكد لى أنى وحيدة منفردة فى هذا العالم المظلم ، ازداد خوفى وقلقى ولم أتمكن حتى من التقاط أنفاسى وعجز عقلى عن مجرد التفكيرفى شئ.

ولكن بدأ عقلى يعمل فى بطء وبدأت اتساءل :-

ماذا حدث؟
وأين هم رفقائى؟!!
وأين هو الطريق المفروش بالورود؟!!
أيعقل أن يكون حلماً وها قد تحول الى اسوأ كابوس موحش يمكن أن يحلم به انسان؟!!!!!!!!!!!!
هل هذا معقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إننى وحيدة أشعر بالظلمة تجتاح كيانى ، والسقيع يتسلل الى أطرافى ويخترق عظامى حتى كدت أن اتجمد، لم أجد لى بد من الفرار ، ولكن الى أين ؟! انه محيط بلا ملامح لا أدرى فى أى اتجاه أذهب ؛ أى اتجاه!!!!!!!!! وهل هناك اتجاهات من الأساس؟!!
فركضت مسرعة الى الأمام ولست أدرى ان كان هذا هو الأمام الذى أتقدم فيه ، أم أننى أعود الى الوراء دون أن أشعر!!!!

لست أدرى ولكنى فررت وظللت أركض وأركض وأركض ، وأشعر بالألم فى قدماى من شدة وعنف اصطدامهما بالصخور المدببة التى تغطى الأرض فى كل مكان ، أحسست بالألم شعرت أن قدماى تنزفان دماً شعرت بهذا عندما أحسست بدفء الدماء فى تدفقها من مكان اصاباتى ولكنها سرعان ما تتجمد من البرد ، لكنى لم أكترث اطلاقاً لجروحى وآلامى فلقد كان شاغلى الأكبر هو أن أجد الطريق ، أن أعلم حتى كيف أذهب اليه ليس اكثر من ذلك.
وبينما أنا فى ركوضى ومتابعتى لطريقى اذا بى ألمح من بعيد نقطة لامعة وسط الظلام الشديد ، ولم أكن أصدق نفسى ففركت عيناى ونظرت مجددا اذا بالنقطة المضيئة موجودة بالفعل ، فهرولت مسرعة نحوها وهى تكبر فى الحجم شيئا فشيئا ولكنى توقفت فجأن خوفاً من أن تكون خدعة مثلما سبق مع الدرب الواهى الذى سرت فيه من قبل.
ولكن هذه المرة أحسست احساسا مختلفا ، شعرت بدفء عجيب يزداد كلما اقتربت منها وكلما اقتربت أجد جروحى تلتئم شيئاً فشيئاً
شعرت بسعادة غامرة عندما وصلت لها لا أدرى لماذا ولكننى شعرت بها وحسب
وعندما وصلت الى تلك الهاله المضيئة اكتشفت انها ما هى الا مدخلاً فقط لمدينة كاملة ، ووجدت على بابها شخصا ابتسم لى وقال لى تفضلى بالدخول

فسألته متعجبة: لم تدخلنى دون أن تعرف حتى من أنا وما اسمى؟
فرد فى رقة والابتسامة تعلو وجهه : لا يهم ما اسمك المهم أنك أتيتى ، تفضلى فمكانك موجود ونحن بانتظارك
فرددت فى تعجب اكثر : بانتظارى؟؟ أنا؟؟؟؟؟؟ ومن هم الذين ينتظروننى؟؟؟؟
قالى لى : نعلم أنكم ستأتون فى يوم من الأيام ولذلك قد أعددنا لكم مكاناً بيننا ونحن مستعدون للقائكم فتفضلى بالدخول وستعرفين من نحن عندما تدخلين؟.
فتبسمت له وقلت : حسنا سأدخل
وما إن دخلت حتى وجدت الجميع يبتسم لى ويرحب بى ، ورأيتهم يساعدون بعضهم البعض دون أن يشعروا بالسأم أو الملل ، وعاملونى بمنتهى الحب والحنو ، وقد علا وجههم نوراً جميلا لا مثيل له وكأنهم كواكب درية تضئ الكون
فسألت رجل البوابة: أتبتسمون هكذا دائما طوال الوقت؟؟؟؟
قال : ولم لا وليس لدينا ما يحزننا ولسنا نحمل هماً لغد
وهممت أن الاحقه بسؤال أخر ولكننى توقفت فى هذة الحظة لأنى شعرت بسخف ما أفعله ، هم يرحبون بى ويقدمون لى كل شئ وأنا لا أكف عن مضايقتهم بالأسئلة حقا شعرت انى فى غاية السخف ، وقررت أن أتوقف عن تلك الحماقات وتثاقلى عليهم بالأسئلة وقررت الرضا بالأمر الواقع والاستمتاع بأنعم هذة المدينة الراقية فلقد رأيت فيها ما لم أر فى حياتى قط وكذا قررت التمتع بكل لحظة أقضيها مع هؤلاء الناس الرائعون حقاً
ومرت الأيام ووجدت نفسى أصبحت مثلهم تماما لا أحمل هما لغد ، فقط أبتسم مهما كانت الظروف ولا أنوى مغادرة هذة المدينة قط حتى ولو دفعوا لى مال وكنوز الأرض كلها


هل تعلمون ما هى هذة المدينة ومن هم هؤلاء الأشخاص؟؟؟؟؟؟
هلى اشتقتم لمعرفة مكانها والذهاب اليها؟؟؟؟؟؟؟

انها مدينة المتحابون فى الله ، وهؤلاء الناس هم المتحابون فى الله وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ، لا يبغون سوى وجه الله سبحانه وتعالى ، ولا يقلقون من غد لأنه بيد حبيبهم الرحمن الخالق اللطيف.
والآن أنا بانتظار أن يحين دورى لاستقبال الضيوف الجدد وارشادهم لمدينتنا الفاضلة..............
فهل حان دورك؟؟؟؟؟؟؟؟

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

7 التعليقات:

لست كغيرى يقول...

حقيقى ماكنتش متصورة رقتك توصل للدرجة دى...ولا موهبتك الادبية تكون بالدرجة دى...العذوبة والرقة هما اكتر كلمتين يوصفوا جمال الاسلوب وروعة الافاظ وحيوية الكلمات ان ماكانوش قليلين عليهم كمان
وانا كمان جه دورى من زمان ودخلت معاكى المدينةمع كل المتحابين فى الله ودا من ساعة ماعرفتكوا....ومستنية استقبل المتحابين الجدد ومستعدة جدا لكدا ...وانتى ياسارة ربنا يعلم انك اول واحدة قابلتها فى الكلية واول واحدة احبها من غير مااكون لسة عرفتها
كدا بقى علينا رساله اكبر اننا نكون قدوة للى بيتحابوا فى الله ونعمل اكتر علشان ننشر الدعوة دى
جزاكى الله خيرا...ويارب يخليكى دايما كدا مبادرة بالموضوعات الرقيقة دى...وتفضلى دايما ابتسامة جميلة بتحبب اى حد فى سارة

,واحد نفسه يتغير يقول...

مممممممممممممممم
مش عارف اقول ايه بجد استمتعت بالكلام بالمعني الحرفي للكلمه
الكلام ده تخطي حدود مجرد اثاره الفكر ووصل للقدره علي التغير

تغير نيه شخص نحو الاقدام او الاحجام
انا كمان نفسي ادخل هذه المدينه
ومش معني كده امي مش لقيت ناس يتحابوا فالله فهم والحمد لله موجودون
بس الواحد بس يتمني ان تكون نيته لله فعلا وانها تتقبل عشان يبقي داخل المدينه فعلا مش واقف علي اسوارها بيحلم
واخيرا جزاكي الله خيرا

Dr_HamZA يقول...

استنينى انا جايه معاكى
هدخل معاكى
لالالالالالازم تستقبلينى

اسلوبك حلو اوووووى يا سارة واحسن حاجة عملتيها هى النهاية السعيدة اللى تريح قلب الواحد مش تخليه كايب

يا رب دايما كده مبسوطة ومطمنة

Crazy Rose يقول...

يارب يا مصطفى تتقبل نيتنا بجد عشان نبقى من الفائزين
يـــــــــــارب

زيتونة...واحيانا قلب برئ يقول...

احيانا تظلم الكلمات المعنى....هكذا ستكون كلمااااااااااتي
مااروع المعنى وما اصدق الاحساس وما اصدق التعبير والاسلوب
شفت كل مشهد شوفت الورود واتوجعت من كونها سراب
واحلى مفجأة احلى مدينة احلى بداية لحياة جديدة
وحنكوني من احلى المستقبلين انشاء الله
وياااااااااارب يتقبل منا ومنك

SaRaSeErO يقول...

جميله جدا يارفيقتى
اسلوب رائع وكلمات رقيقه
بس للأسف ياسارسوره
خيال
مدينه خيال
وانتى عارفانى بقى
معقده
ومليش ف الخيال الجميل ده
الواقع غير كده خالص
الواقع فيه شر كتير
لازم يبقى فيه صراعات دائمه
عشان ف الاخر فيه حاجه اسمها
جنه
و
نار

غلسه انا اوى

يالا بقى معلشى

اقبلى كلمى ياساره وانتى ساكته

Crazy Rose يقول...

أولا شكرا يا سارسور يا جبيبتى انك كتبتى تعليقك يا قمر
ثانيا بقى بالنسبة للخيال فى الموضوع

فالمدينة دى قصدى بيها الناس مع بعض
اللى كونوا جروب وبيواجهوا الحياة والصراع المميت فى الحياة
وانتى شفتى ان براها ظلام
وبرد
وصخور مدببة

يعنى المدينة هى احنا وبس
مع بعض مش مع المجتمع
المجتمع بقى
هو الظلام اللى برانا
وبيحاول يمحونا
:فهمتينى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أكيد فهمتينى باذن الله